تفاصيل النموذج

مؤتمر هيئة تطوير عاصمة الإنسانية!

مؤتمر هيئة تطوير عاصمة الإنسانية!
إذا كان في هذه الـدّنيا من (مدينة فاضلة، أو عاصمة أبدية للإنسانية) فهي بالتأكيد (المدينة المنورة)، فيكفي شهادة على ذلك استقبالها لخاتم الأنبياء والمرسلين (محمد صلى الله عليه وسلم)، في الوقت الذي حاربه قــومُــه، ومارسوا إيذاءه بشتى الوسائل والـسُّــبُــل! * فــ (أهل طيبة الطيبة) استقبلوا رسول الإسلام والسلام عليه الصلاة والسلام وقلوبهم تُــردّد قبل ألسنتهم (طلع البدر علينا من ثنية الوداع ....)، وهنا بدأ نبينا المبعوث رحمة للعالمين، في تعزيز إنسانية عاصمة الإسلام الأولى، فكانت المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار، وقبل ذلك تأسيس المسجد النبوي، الذي لم يكن داراً للعبادة فقط بل ساحة اجتماعية تحتضن المسلمين ليتعلموا وليتشاورا، والذي كان أيضاً منطلقاً للقيم النبوية بكل مافيها من إنسانية تغذي شرايين المجتمع بالأمن والخير والتعايش! * والنبي عليه الصلاة والسلام كذلك قام بتغيير مسمى البلدة التي رحّـبَــت فيه عند هجرته من (يثرب) إلى (المدينة)؛ ليؤكّــد على مَــدنِــيّــتِــها وإنسانيتها، التي جعلتها صَــدراً رحيماً استقبل المسلمين من مختلف أصقاع الأرض! * (والمدينة النبوية) لازالت وستظل – بإذن الله تعالى - سكناً لكل قيمة وممارسة وحضارة إنسانية، فإلى يومنا هــذا يتغنى مَـــن يــزورها بما يشعر به فيها من طمأنينة وسكينة، وكذا بطيبة أهلها، وحبهم لمن يفد إليهم وتفانيهم في خدمته ورعايته! * وفي حاضِــرنا وبمبادرة ودعم من سمو أمير المدينة المنورة منطقة (صاحب السمو الملكي الأمير فيص بن سلمان) يأتي (برنامج أنسنة المدينة)، الذي تقوم عليه عدة مؤسسات تقودها (هيئة تطوير المدينة) التي آمن مسئولوها بتلك المبادرة، وسعوا لتنفيذها على أرض الواقع في مجالات عدة ملموسة، ومنها تنظيم الهيئة هذه الأيام لـ  (مؤتمرها العالمي الأول عن الأنسنة)، الذي يهدفإلى مناقشة ِأفضلِ الآلياتِ المحليةِ والدولية لتطويرِ بَــرَامِـجَ مُــلائمةً لأنسنةِ المدن، والبحثِ عن بناء مشاريعَ ومبادراتٍ لها في مدينة الرسول عليه الصلاة والسلام، وما يؤسِّس لذلك ذلك من مبادئَ وممارساتٍ وإدارةٍ، وتخطيط وتصميم، وما ترتب عليه من أثرٍ اقتصادي، ثم هناك دراسةُ دورِ التعليم والثقافةِ في أنسنةِ المدن، والـفُــرَصُ المتاحَـةُ في المدينة النبوية في هذا المجال، والتحدياتُ التي قــد تعترضُ طريقَـها. *  ذلك المؤتمر الكبير بما فيه من أوراق عمل ووُرَش تدريبية، والذي يشارك فيه أكثر من ( 80 خبيراً عالمياً) من (14 دولة) مهم جداً لما أنه سينقل التجارب الـدولية في الأنسنة؛ لِــتُـفيدَ منها المدينة المنورة، وبقية مدن المملكة؛ فشكراً لمن ساهم في الإعداد للمؤتمر وتنفيذه، شكراً جداً وأبداً لهيئة تطوير المدينة، ولسعادة أمينها العام الشاب الطموح (المهندس فهد البليهشي)، وما أرجوه سرعة تفعيل ما سيصدر عن المؤتمر من توصيات؛ لترى الـنّــور في مدينة الــنّــور!