تفاصيل النموذج

سلمان والدار.. تنمية وقطار!

سلمان والدار.. تنمية وقطار!
كان من المفترض أن يكون المقال اليوم عن اليوم العالمي للمعلم الذي يوافق الخامس من أكتوبر كل عام، لكن الزيارة الميمونة التي قام بها الوالد القائد للدار (المدينة المنورة التي جاء وصفها كذلك في القرآن الكريم)، وما تحقق فيها من الأماني، وتدشين عدد من مشاريع التنمية التي كانت تمثل حلما تحقق لأبنائها وزوارها، أجلت المقال، ولا غرابة في ذلك، فالمليك يؤكد دوما اعتزازه وفخره باللقب الذي يحمله وهو خادم الحرمين الشريفين، ويشدد على أن عز هذه البلاد وفخرها يكمنان في وجود الحرمين فيها. ولعل من أبرز المشاريع التي تم تدشينها مشروع قطار الحرمين الذي يعد نقلة نوعية للمواصلات بين مكة والمدينة مرورا بجدة ورابغ. والواقع يبين الحاجة الماسة لهذه الوسيلة من وسائل النقل، فالطيران يجبر المعتمر على الذهاب لجدة، ولا يتاح دوما وكانت هذه معاناة كبيرة، بالإضافة لمخاطره التي لا تخفى، ليأتي خادم الحرمين الشريفين فيدشنه ويستقل القطار من جدة إلى المدينة، متوجا تلك الجهود التي بذلت والأموال التي أنفقت على هذا المشروع الجبار الذي ستنعكس آثاره على حركة التنقل بين المدينتين المقدستين. وبودي مراجعة الأسعار التي ظهرت بشكل ترويجي، وإعادة النظر فيها، فعلى المستوى العالمي أسعار تذاكر القطارات منخفضة جدا. أما المرضى فقد كانوا على موعد مع توجيه ملكي كريم يقضي بتحويل مستشفى الميقات العام إلى مستشفى تخصصي وإسناد تشغيله والإشراف عليه إلى المؤسسة العامة لمستشفى الملك فيصل التخصصي، والتي عهد عنها مقدرتها وكفاءتها لتقديم خدمات صحية راقية. وهنا أعجبني مقطع تم تسجيله لأمير المنطقة النشط الأمير فيصل بن سلمان وهو يؤكد فيه أنه يشعر بمعاناة المرضى والنقص والتقصير في هذا الجانب، والأمر واضح للعيان، فالمدينة لم تشهد إنشاء مستشفى جديد منذ ثلاثة عقود! ولعل وزير الصحة يتحرك بشكل عاجل لإنشاء مستشفيات عدة، خاصة أننا مقبلون على التأمين الصحي. وكم هو رائع أن يبث الأمير فيصل البشرى بأنه تم رصد أكثر من 30 مليارا لمشاريع تنموية في كل المجالات في ميزانية العام والعام المقبل، وأنه يجري العمل فعليا وبإشراف كل الجهات الخدمية. أما مركز الملك سلمان الحضاري فهو يعد بحق فتحا ثقافيا جديدا للمدينة وأهاليها ومثقفيها، فقد تم إعداده ليكون منبرا من المنابر التي يحتاجها الجميع، ومركز إشعاع حضاري يعيد للمدينة مكانتها المستحقة كأول مركز إشعاع إسلامي للعالم أجمع. والمطلع على تفاصيله يدهشه بعد النظر لمن قام عليه مع احتوائه على قاعات تفي بحاجة كل من يريد عقد نشاط ثقافي وعلى أي مستوى كان، والمؤمل أن تشهد المدينة الملتقيات والمؤتمرات الكبرى التي تنعقد في هذه البلاد، وعلى المستوى الدولي، فالمركز مهيأ لذلك وقد تم تجهيزه بأحدث الوسائل وتزويده بكل الخدمات، وتفعيله أمل ينتظره الجميع. وتأتي مبادرة موسوعة معمار المسجد النبوي في خضم هذا النماء الحضاري والنشاط التنموي الرائع، فهي تعنى بإبراز التفاصيل المعمارية للمسجد النبوي الشريف باستخدام أحدث وسائل التقنية، وقد أبهرني أخي وصديقي المهندس عبدالحق العقبي بتفاصيل الموسوعة، ويكفي القول بأنها تقدم نماذج ثلاثية الأبعاد للمسجد النبوي ومقاطع في كل الاتجاهات مع شرح تفصيلي لكل عنصر. والجميع مترقب لزيارة المليك في العام المقبل، ويترقبون معها الخير الكثير والنماء الوفير، من جامعات ومستشفيات وتنمية في كل الجوانب التي تحتاجها المدينة، وقد اتسعت أرجاؤها وتنامى عدد سكانها، وهم على ثقة من أنه أيده الله لا يبخل عليها، وهو الذي يبدي سعادته الدائمة بوجوده فيها وبين أهاليها، ويضرب المثل كقائد محنك في كلماته، فيقول نصا «رحم الله من أهدى إلي عيوبي»، ويشدد في الوقت نفسه على أنه لا حصانة لأحد. رعى الله مليكنا، وأدام المولى عليه توفيقه