تفاصيل النموذج

شارع الثقافة.. الذي لم أجده في جادة قباء

شارع الثقافة.. الذي لم أجده في جادة قباء

* (المدينة النبوية)، كانت وستبقى عاصمة للنور والثقافة والفرح، وهي المدرسة الأولى والثرية في مختلف جوانب الحضارة والثقافة، والتعايش والتسامح، وللتأكيد على تلك الصورة الرائعة والصادقة لـ(حبيبتي)، اسمحوا لي أن أنقل لكم بعض المشاهد من (شارع الحضارة والفرح)، الذي يسكن تلك المدينة الطاهرة، وبه تتميز عن بقية المدن.

فـ(هذا الشارع الحضاري) على جانبيه؛ تظهر بوضوح وبأدق التفاصيل محاكاةٌ لـ(هيئة المدينة وأبنيتها في العهد النبوي)، فيما أرى الآن شاشة جدارية إلكترونية عملاقة تعرض أفلاماً بانورامية، وصوراً عن تاريخ مدينة المصطفى صلى الله عليه وسلم وموروثها الثقافي والإنساني عبر العصور المتعاقبة، وما قدمته لها المملكة من عطاءات ومشروعات.

* أيضا أشاهد هناك (أكشاكاً للقراءة)، فيها تتاح مطالعة الكتب مجاناً للكبار والصغار، مع إمكانية تحميل تلك المؤلفات المختارة بعناية إلكترونياً للمهتمين عبر أجهزة مخصصة لذلك، وفيها كذلك زوايا لتبادل المطبوعات المستعملة، وبجوار تلك الأكشاك مكتبات تبيع الكتب بأسعار رمزية.

* أيضا في (ذلك الشارع الثقافي)، يبدو المسرح المكشوف الذي يُقدِّم -في الإجازات الأسبوعية والدورية والليالي الرمضانية- برامج ثقافية متنوعة، تخاطب مختلف أطياف مجتمع المدينة وزوارها، فهذه دورات تدريبية لتطوير الذات والقدرات الفردية والمجتمعية، وتلك أمسيات شعرية تستعيد ذكريات «حسان بن ثابت رضي الله عنه»، ومن جاء بعده من شعراء طيبة الطيبة، إضافة للشعر العالمي الذي يؤكد أن المدينة هي الأنموذج الصادق للتعايش بين المسلمين، وهناك القصة القصيرة، والمحاضرات والندوات والحوارات والمسابقات التفاعلية.

* وذلك الشريان المعرفي الصديق الأصيل لـ(الأشخاص ذوي الإعاقة)، سواء في تصميمه أو فعالياته، يحتضن المنصة التوعوية (قيم) التي تتحدث عن أخلاقيات المجتمع المديني الرفيعة، محاولة التكريس لها، وإعادة إحياء ما غاب منها، مستفيدة من كل الأدوات التقليدية والحديثة، وذلك (ركن الإبداع) الذي يعرض إبداعات وابتكارات شباب وفتيات المدينة؛ ومبادراتهم العلمية والاجتماعية والثقافية، وكذا (ركن عمير) الذي يقدم كل ما من شأنه تعزيز ثقافة وقيم الطفل؛ مستخدماً الوسائل العصرية.

* (شارع الحضارة والسعادة) الذي تخيلته وتمنيته في جادة قباء؛ أصبح وأمسى منبراً للوعي الثقافي وللفرح والترفيه -الذي يناسب قدسية طيبة الطيبة-؛ ولذا فهو قبلة لأهل المدينة وضيوفها من الزوار والحجاج والمعتمرين؛ كما أن برامجه دائمة وناجحة وتتكلم بعدة لغات، وفي كل المناسبات الدينية والوطنية والإبداعية.

ويبقى هل يتحقق ذلك الحلم على أرض الواقع؟ بالتأكيد الأمر جد يسير إذا تبنته هيئة تطوير المدينة المنورة، فهي قادرة على ذلك بقيادة المبدع معالي المهندس فهد البليهشي، وذلك في ظل اهتمامها بـ(مشروع أنسنة وثقافة مدينة البهاء والنور).