أرواح تُزْهَق: غابت الأمانة فهل تحضر الهيئة؟!
* مَن يُزور العاصمة الماليزية كوالالمبور سيلمَس بوضوح التطور الهائل الذي أصبحت عليه في كل شيء، وفي المقدمة مشروعات البِنْيَة التحتية والخَدَمَاتِيّة التي تحرص جدًا على رفاهية الناس وسلامتهم.
* ومن الشواهد البسيطة أنفاق وكَباري ومَمرّات المُشَاة الأرضية والمعلّقَة التي تبعِدهم عن أخطار المركبات، ومنها أيضًا المُغَطَّاة التي تحميهم من لهيب الشمس وأمواج المطر، كـ(المَمَرّ المعلق المُكَيّف) الذي يربط بين منطقة (بوكيت بنتانغ) المعروف بشارع العرب والبُرجين التوأم (بتروناس)، والذي يمتد بطول (1,173 كم، وعرض 5 أمتار)، وهو الذي اُفتتح عام 2012م؛ بتمويل من القطاع الخاص مقابل استثماره في مجال الدِّعَايات والإعلانات.
* أما في المدينة المنورة، التي حظيت ولا تزال بدعم ورعاية كبيرة وغير مسبوقة من حكومة المملكة في شتى الميادين والمجالات، فلا يكاد يَمرّ أسبوع إلا وتشهد طُرقها الرئيسة أو الفرعيّة حادثةَ دَهْـسٍ نتيجتها أرواحٌ تُزهَـق، وإصابات قد لا تبْرأ، يحدث هذا في المدينة؛ وأَمَانتها العزيزة- مع التقدير لشخوص مسؤوليها- غائبة تمامًا عن المشهد، وعن حماية تلك الأرواح البريئة؛ لما أنها مشغولة بمطاردة قضايا جانبية، كـ(بَصْـمَة الحضور الخُمَـاسِيّة لموظفيها، وكذا الرّكض وراء الإزالات)!.
* غياب (الأمانة) عن تلك السّاحات والمساحات رغم تكرار النداءات، أصاب المهتمين بالإحباط واليأس؛ فلم يبق لهم إلا رفع أصواتهم يستغيثون بـ(هيئة تطوير منطقة المدينة المنورة)، التي لها جهودها الكبيرة والحاضرة في خدمة مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإِنْسَانِهَـا الطّيّب، وضيفها الكريم؛ فلعلها تبادر مشكورة بإدارة ذلك الملف، فَتعمل عاجلًا على إنشاء كَبارٍ وأنفاق للمُشَاة في الطُرق الحيَويّة؛ وحَول المَعَالِم والأماكِن التي يرتادها زوار عاصمة النّور (طيبة الطيبة)، مستفيدة من دعم القطاع الخاص، مقابل الحقوق الإعْلانِيّة؛ (فضلًا قولوا: تَمّ)!
- تصفح أخبار الهيئة
- 2019/03/10