تساؤلات على أرصفة درب السنة
في الوقت الذي تسعى فيه هيئة تطوير المدينة للرقي بالمستوى الحضاري والجمالي بكل ما أوتيت من قوة وهمة و مارأيناه ولانزال نشهده في أنحاء المدينة وتوجهها مؤخرا في تحسين المظاهر الجمالية والأماكن السياحية والآثار وسعيها للتطوير في شتى المجالات الفنية والعلمية وغيرها ..
يتردد في ذهني سؤال مجهول الإجابة ..يحكي لسان حال المجتمع ..
يا ترى أين يكمن الخلل ؟؟
هل نحتاج لرفع مستوى الوعي الفكري والحضاري . ؟؟
أم أن افتقار المجتمع لمثل هذه النقلة الحضارية كان سببا .. ؟؟
أم أنه محرم علينا أن نحظى بمناظر جمالية تستحقها مدينة الحبيب عليه الصلاة والسلام ؟؟
ترتيبات واستعدادات خلال الشهرين الماضيين لافتتاح ( درب السنة" قباء سابقا " ) الشارع الممتد من قباء وصولا بالمنطقة الغربية المركزية للمسجد النبوي الشريف . إذ قامت هيئة تطوير المدينة بتغيير جذري حضاري ممزوجا بعراقة الماضي المتمثلة في توظيف الفن برسومات جدارية وخطوط عربية وفنون تشكيلية منوعة جاءت بطريقة قمة في الجمال ممتزجة بحرفية تجلت فيها رواشين المدينة برونقها القديم .. واناراتها
لتصبح المنطقة من حي شعبي قديم متهالك وشارع مزدحم لمعلم حضاري ووجهة سياحية يقصدها زوار مدينة رسول الله ..
يشهد جمالها كل من عاشها واقعا .. مابين حال تلك المنطقة بمسماها * سوق قباء و درب السنة ..
كما وضعت قبة بانورامية فيها عرض لتاريخ المدينة منذ الهجرة وسيرة خير خلق الله محمد صلى الله عليه وسلم ..
وجملت كذلك بنافورة مائية مضاءة باضاءات جميلة يفوق الجمال وصفها ..
وهنا مكمن المقال .. تلك النافورة التي أسميتها الباكية ..
ولعل مدينتي هي التي تبكيها ..
فخلال الفترة الوجيزة مابين فرحتنا باتمام هذا المشروع الذي طال انتظاره .. و الوقت الذي افتتح فيه ولم تنقض الشهرين ...
نجد بعض الأهالي -ولعلهم لم يدركوا تماما ان هذا المكان لم يخصص للترفيه - إذ عمدوا لاحضار اطفالهم وأعدوا العدة لجلسة ترفيهية اشبه ماتكون باستعداد أحدنا لرحلة او استراحة .. مع مناشفهم وماشابه لينعم أطفالهم باللعب ف الماء داخل النافورة والمجهزة باضاءات مختلفة فيها من الخطورة مافيها رغم حرص الهيئة على متطلبات السلامة فيها ولكن يبقى الخطر محاطا .. لأنه لم يعد للترفيه واللعب بقدر ما إنها منظر جمالي يخدم المنطقة ومكانتها وجغرافيتها ..
ولست ألومهم حين رأيت الكثير يفعل ذلك فلو كانت أسرة واحدة أو أسرتان او نسبة قليلة ولكن المهول في الأمر أن العدد بازدياد وأنهم يأتون بعدهم وعتادهم ومناشفهم ..
ياترى من المسؤول عن هذا ؟
ف لربما القصور في نشر الوعي والتنبيه وايضاح ان هذه المناظر وضعت جمالية ولم تكن ترفيهية بهذا الشكل ؟؟
أم هل كان لزاما أن نظل نبحث عن لافتات او شاشات تنبهنا بذلك في عصر تجاوزنا فيه عن ان نبحث عن لافتة ترشدنا .. ؟؟
لازلت فعلا أجهل السبب تماما .. يامدينتي ..
ولازالت الاستفهامات والتساؤلات شاردة واردة ...
من المسؤول .. وماالذي ينبغي علينا فعله حقا لنرتقي بمدينتنا مجتمعا وحضارة .. ؟؟
وماالدور الذي لم تؤده هيئة التطوير على أكمل وجه .. ونحن نرى ونشهد انجازاتهم القائمة..على قدم وساق ؟
أريد جوابا كي ترجح به كفة الميزان .. المتذبذبة بين قوم يعملون ويكرسون جهدهم .. لاظهار المدينة بأبهى حلة
وكفة أخرى اختل فيها الحمل أيضا في مجتمع .. يرى البعض ويؤمن ويناضل بأن تبقى المناظر الجمالية كما هي .. والبعض منهم يعد العدة لقضاء نهاية الأسبوع .. على رذاذ الماء المتطاير من عبث أطفالهم ..
- تصفح أخبار الهيئة
- 2017/09/26