وادي العقيق وتأهيله سياحيًا ونهضويًا
* في المدينة المنورة، على ساكنها أفضل الصلاة وأزكى التسليم، من الآثار التاريخية والأثارية ما ليس بوسع إنسان حصره في مثل هذه العجالة، وحسبنا أن كتب التأريخ الوثيقة -قديماً وحديثاً- قد حفظت ذلك عبر صفحاتها وبات منهلاً يعبُ منه كل ظامئ لهذا الإرث الإسلامي العظيم، على امتداد تاريخ هذه المدينة المنورة مثوى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومستقر هجرته النبوية الشريفة.
* وقد اهتمت الدولة السعودية -أعزها الله- عبر أحقاب التاريخ ومنذ تأسيسها على يد المغفور له بإذن الله جلالة الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- ومن بعده أبناؤه البررة، بخدمة الحرمين الشريفين مكة المكرمة والمدينة المنورة، وقدمت لهما من الإنجازات الخدمية والمشروعاتية، ما يفوق الحصر والتصور، وما زالت اهتماماتها حثيثة ودائبة في هذا السبيل، بما شهد به البعيد قبل القريب.
* ومن اهتماماتها العديدة الرائدة تأسيس هيئة تطوير لكل من المدينتين المذكورتين، وأوكلت الإشراف عليهما لشخصيات وطنية، عرفت بالكفاءة والنزاهة لمتابعة مشروعاتها الحاضرة والمستقبلية، وخصصت لكل منها ميزانية سنوية مستقلة، لتلبية مطالبها واحتياجاتها مما كان له الأثر البالغ والصدى الواسع (محلياً وعالمياً).
* شجعني على كتابة هذه المتابعة الوجيزة التقرير المنشور في هذه الجريدة بتاريخ 27/5/1440هـ بعنوان (وادي العقيق من مرمى للمخلفات إلى منتزه لزوار طيبة).
* وليس خافياً على الجميع قيمة وشهرة هذا الوادي (تأريخياً وآثارياً) ومما سرني وسر غيري، أن هيئة تطوير المدينة المنورة قد وضعت لهذا المعلم التأريخي والأثاري خطة شاملة للارتقاء به وهي خطة تحمد لها، لما لهذا الوادي من شهرة تاريخية وآثارية تؤهله لأن يكون معلماً (سياحياً وتاريخياً) يفد إليه الزوار والسياح من خلال زيارتهم لمدينة الرسول صلى الله عليه وسلم.
* وقد أجملت هيئة التطوير الأهداف المراد شمول هذا الوادي بها في تسع فقرات تمثل الإستراتيجية الشاملة للارتقاء به (إصلاحاً وسياحة) لا تتسع مساحة المكان لإيرادها.
* ومن المعالم التاريخية التي وردت في تاريخ هذا الوادي بناء قصور لبعض الصحابة الأجلاء منهم سعيد بن العاص ومروان بن الحكم وسكينة بنت الحسين وسعد بن أبي وقاص وعروة بن الزبير -رضي الله عنهم جميعاً-.
* هذه لمحة وجيزة أردت بها متابعة ما نشر عن وادي العقيق، وما يشتهر به من آثار تاريخية وآثارية قيمة، وكلنا ثقة في أن يحظى هذا الوادي بما هو حري به من أهمية وعناية وتأهيله لأن يصبح منتجعاً سياحياً يزوره القادمون إلى المدينة من كل صوب وحدب بدعم وتوجيه صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلمان أمير منطقة المدينة المعروف بهمته ونشاطه، ومتابعة هيئة تطوير المدينة الحريصة على خدمة هذه المدينة المقدسة تاريخاً وسياحة ونهضة.. وبالله التوفيق.