تطوير موقع غزوة بدر والأصول التراثية بها

تُعد غزوة بدر الكبرى من أعظم المحطات في السيرة النبوية، فهي أول معركة فاصلة بين الحق والباطل، سُطّرت فيها ملامح النصر الإلهي للمسلمين رغم قلة العدد والعدة، بقيادة الرسول، ولم تكن بدر مجرد ساحة قتال، بل كانت نقطة تحول في مسار الدعوة الإسلامية، وميداناً تجلت فيه معاني الصبر والتوكل والشجاعة،حتى أصبحت رمزًا خالدًا في ذاكرة الأمة. وتبدأ قصة غزوة بدر من المدينة المنورة، حيث خرج الرسول مع أصحابه في مسار إيماني وتاريخي امتد حتى بدر، مرورًا بعدة محطات ومعالم لا تزال تنبض بأحداث تلك اللحظات المصيرية منها مسجد السقيا، وبئر الروحاء، وخيف الحزامي، وغيرهم من المواقع. ومن هذا المسار تنبثق فكرة المشروع، الذي لا يقتصر على تطوير موقع المعركة فقط، بل يشمل توثيق وإحياء الطريق التاريخي الذي سلكه جيش المسلمين، ليكون تجربة تفاعلية يعيش فيها الزائر تفاصيل الغزوة لحظة بلحظة. جاء مشروع "تطوير موقع غزوة بدر والأصول التراثية بها" ليعيد إحياء هذا الحدث المفصلي، ويقدمه كوجهة ثقافية ومعرفية متكاملة، تستلهم من الماضي وتخاطب الحاضر، من خلال تأهيل الموقع التاريخي وتوثيق معالمه وتصميم مسارات تفاعلية وسردية تحاكي تحركات الجيش النبوي وتفاصيل المعركة، وتقديم تجربة غامرة للزائر تجمع بين التقنية الحديثة والرواية التاريخية. ويأتي هذا المشروع الطموح ضمن جهود المملكة العربية السعودية في إبراز الإرث الإسلامي وتعزيز السياحة الثقافية والتاريخية، عبر تقديم محطات السيرة النبوية بأسلوب معاصر يجمع بين الأصالة والابتكار، وتسعى من خلاله إلى ربط الأجيال بتاريخهم العظيم وفتح نافذة للعالم للاطلاع على لحظات صنعت الفارق في مسيرة البشرية.