درب الهجرة النبوية

درب الهجرة النبوية

يُمثل درب الهجرة النبوية أحد أعظم الطرق التي سارت عليها خطى التاريخ، حين غادر النبي محمد مكة المكرمة متجهًا إلى المدينة المنورة في رحلة الهجرة المباركة. لم يكن هذا الدرب مجرد مسار جغرافي فحسب، بل كان طريقًا غيّر مجرى التاريخ الإنساني، حيث حمل في طياته معاني الإيمان، والصبر،والتخطيط، والتوكل على الله. لطالما ارتبط هذا الطريق العريق بأحداث مفصلية في السيرة النبوية، فقد سار عليه النبي وصاحبه أبو بكر الصديق رضي الله عنه، وتخللته مواقف بطولية ومعجزات خالدة،بدءًا من غار ثور في مكة، ومرورًا بخيمة أم معبد وحديث سراقة بن مالك، وانتهاءً بوصوله الميمون إلى المدينة المنورة. وانطلاقًا من هذه المكانة العظيمة، جاء مشروع "درب الهجرة النبوية" ليعيد إحياء هذا المسار التاريخي ويقدّمه للعالم في صورة تليق بعظمته، حيث يهدف إلى تطوير وتأهيل أبرز المواقع التي ارتبطت بأحداث الهجرة النبوية وتحويلها إلى وجهات معرفية وثقافية تعزز من تجربة الزوار وتربطهم بسيرة النبي الكريم، ويشمل ذلك مواقع مختارة بعناية تم رصدها بدقة عالية وفق معايير بحثية وفنية متقدمة. يأتي هذا المشروع ضمن جهود المملكة في حماية التراث الإسلامي وإبراز القيم الإنسانية والحضارية التي تجسدت في سيرة النبي ،إضافة إلى تعزيز السياحة الثقافية والتاريخية وتمكين الزائر من معايشة التاريخ في مواقعه الحقيقية.